النظافة
يمر مجتمعنا العربي والإسلامي بمرحلة تتسم باهتزاز القيم
,واضطراب المعايير الاجتماعية والأخلاقية ,والبعد عن الدين .مما انعكس سلبا على
أبناءنا الذين ابتعدوا للأسف الشديد عن قيمهم ودينهم , وأصبح هذا الدين وهذه القيم
محتوى أجوف لا رصيد له على أرض الواقع مجرد مواد تدرس فيمتحن بها الطالب لا أثر
لها على سلوكه وأخلاقه ونمط حياتيه .
لذلك من منطلق هذا الواقع المؤلم الذي نشاهده ومن منطلق وظيفتي
كمديرة مدرسية تقع على عاتقي مسؤولية كبيرة سوف يسألني رب العالمين عنها قررت
العمل مع طاقمي التعليمي ونخبة من الطلبة المميزين على غرس قيمة كل شهر تفتقر إليها
مدارسنا إن شاء الله لتحصين النشء بالقيم والأخلاق والعقيدة الإسلامية .
وهذا الشهر وفي
بداية العام الدراسي الجديد قررت البدء بقيمة النظافة لأهميتها فهي واجب ديني حثنا
ديننا عليها قال عليه السلام :" نظفوا أفنيتكم ولا تشبهوا باليهود"
وقوله :"النظافة من الإيمان" ,إلى جانب أنها أسلوب حضاري تعكس درجة رقي
الفرد والمجتمع وتحضره ,وما لها من فوائد عدة صحية وغيرها,وبسبب ما نشاهده في
مدارسنا من تشوهات يقوم بها أبناءنا الطلبة داخل المدرسة نتيجة عدم التزامهم
بالنظافة تشمل المقاعد والجدران ...وغيرها, وحفاظا على البيئة المدرسية وغير
المدرسية من التلوث.
ولا ننسى أن المجتمع المدرسي نموذجا مصغرا للمجتمعات
الكبيرة وأحد وسائل بناء الإنسان التي بها يتعلم أسس النظافة.
الاجراءات
1-
تشكيل لجنة
للنظافة بإشرافي تتكون من نخبة من الطلبة والمعلمات وأولياء الأمور.
2-
وضع خطة عمل
وإعداد سجل خاص لهذه الغاية .
3-
إطلاق شعار خاص
للجنة.
4-
إعداد لوحات حائطية وتوزيعها في أماكن بارزة .
5-
تفعيل الإذاعة
المدرسية لهذه الغاية.
6-
عقد محاضرات
بحضور الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والمجتمع المحلي لغرس النظافة في النفوس
وترجمتها إلى سلوك ومنهج حياة.
7-
عمل مسابقة
لأنظف طالب ولأنظف صف.
8-
القيام بأعمال
تطوعية داخل وخارج المدرسة بمشاركة المديرة والمعلمات( كونهن قدوة حسنة) والطلبة
والمجتمع المحلي.
9-
عرض أفلام
وبرامج باستخدام الحاسوب كبرنامج خواطر الذي تحدث عن نظافة التلاميذ في اليابان
وانعكاس ذلك على نظافة البيئة ,وإعداد مواضيع لهذه الغاية على البور بوينت يتم اعددها
من قبل المعلمات والطلبة.
10-
تخصيص عشر دقائق
من الحصة الأولى لتنظيف الصف.
11-
توجيه الطلبة من
قبل المعلمات على النظافة أثناء الحصة الصفية والربط بينها وبين المواد المختلفة
كالعلوم والتربية الإسلامية والتربية المهنية...وغيرها.
12-
ميداليات
النظافة وهي عبارة عن رسومات كارتونية تتعلق بالنظافة العامة يكتب فيها أي شعار
يحفز على النظافة المدرسية يتم تعليقها على ثياب الطلبة مثل :
-أنا
أحب النظافة.
- أنا أحب نظافة مدرستي .
- النظافة من الإيمان .
13- عمل مطوية
في قيمة النظافة.
14- فرض العقوبة عندما لا تفلح الوسائل الأخرى قال تعالى
:"يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين ,فان
لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله".
التحديات التي يمكن مواجهتها:
1-
رفض بعض أولياء
الأمور مشاركة أبناءهم في نظافة المدرسة
بحجة أن هذا واجب المدرسة وأبنه واجبه تلقي العلم فقط.
يمكن معالجة ذلك
بالتوعية من خلال اللقاءات مع أولياء الأمور ودعوتهم لحضور محاضرات سيتم أعدادها
لهذه الغاية ,وعندها يستشعر أثر هذه القيمة على سلوك أبنه خارج البيئة المدرسية
وخاصة في البيت وفي اهتمامه بنظافته الشخصية.
2- عدم اهتمام
المعلمات والطلبة بنظافة المدرسة وهذا يمكن مواجهته بالمسابقات بين الصفوف لأنظف
صف وأنظف طالب, ومن خلال الاقتداء بالمديرة والمعلمات اللواتي يؤمن بهذه القيمة
اللواتي قررنا المبادرة بحملة النظافة في المدرسة ليكون ذلك حافز للطلبة للالتزام
بهذه القيمة ولما للقدوة من أثر على السلوك.
لنتذكر دائما قوله تعالى "أن الله يحب التوابين
ويحب المتطهرين".